أرى أن على المؤسسة أن تنظر إلى الفنانين ليس كمجرد أفراد مهتمين بالفن ومنفصلين عن المجتمع، بل هم جزء من المجتمع والنظام الذي يطالب بوقتهم ونقودهم وطاقتهم طوال الوقت، وبالتالي تُؤخذ مسائل مثل أجر الفنان، والتأمين الصحي للفنان على محمل الجد وكنقاط أساسية لا يتم التفاوض عليها.
نور أبو عرفة
على الصعيد المادي، أرى المؤسسة منفصلة عن المال الخاص والمال الحكومي والدعم المادي الخارجي، قادرة على تلبية احتياجات نشاطاتها من خلال التشبيك مع المجتمع المجاور لخلق مصالح مشتركة، مثلاً تخصيص يوم أو يومين من أيام الأسبوع للمزارعين بحيث يقومون بعرض منتجاتهم في أسواق مؤقتة في تلك المساحة، مقابل أن تأخذ المؤسسة مبلغ نسبي من مجموع المبيعات، وبالتالي تؤمن المؤسسة مبلغ مادي يتيح ادامتها، والمزارع من ناحية أخرى يجني ربح أكبر بسبب تعامله مع المستهلك مباشرة وليس عن طريق وسيط. عن طريق هذه التشبيكات مع المجالات التي تعمل بها الأطياف المختلفة من المجتمع، تستطيع المؤسسة توسيع دائرة اهتماماتها، وتشبيك التخصصات المختلفة في عملية الإنتاج الثقافي وهو النقطة الأهم. ولأن المؤسسة بالأساس تركيزها على النشاط الثقافي وليس طرق جمع الأموال، فالأفضل هو وضع أهداف سنوية ليست بشأن كيفية ادخال الدعم المادي والبحث عن مصادر التمويل، بل على قدرة المؤسسة بتخفيض التكاليف المادية في كل عام عن العام السابق والاستثمار بعمليات التشبيك.
ربما كان مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله وعلاقتي به هو نقطة الانطلاق التي اود ان ابدأ بها في الرد على التمرين الذي اقترحه مونجي، وذلك ببساطة شديدة لكونه المكان/ المؤسسة الوحيدة التي أشعر بحجمي كفرد فيها على عكس المؤسسات الفنية الاخرى التي أشعر فيها ب Sublimity المؤسسة وبصغر الفرد في هذا المكان. هذة نقطة رئيسية في تصوري للمؤسسة التي آمل بوجودها حيث يكون الفرد هو الأساس، جميع الأفراد متساوون، أما المبنى والمدير فهي أمور شكلية ومتغيرة. يمكن للمكان أن يكون أي مكان بحسب احتياجات الأفراد، والمدير متغير باستمرار وليس مرتبط بوجود المؤسسة على عكس أغلب المؤسسات الفنية في المنطقة العربية، وليس هناك أي سلطة مفروضة على الأفراد العاملين في تلك المؤسسة. أرى أيضاً بأن هذا المكان يمكن اللجوء إليه ليس فقط وقت الإجراءات البيروقراطية و الاجتماعات أو الأحداث الفنية، بل يمكن زيارته في أي وقت دون أن يكون هناك أي مصلحة من قبل المؤسسة أو الأفراد.